يوميات رمضانية (ايام زمان)

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


كانت الموائد الرمضانية تقليدا راسخا فى القصور الملكيه ولكن فاروق الأول تميز في إقامه هذه الموائد بكثره وكانت معظم موائد الملك الرمضانيه تُقام في قصر عابدين أو فى رأس التين وكان يأمر بإقامة مأدبه في قاعه المآدب الكبري بقصر عابدين ينال شرف حضورها أربعمائة موظف من اصحاب المعالي فنازلاً إلي الأفندية و موظفي الدرجه التاسعه وكان يسمح بالتيسير علي صغار الموظفين بأن يحضروا بالثياب العاديه ويقدم فيها إذا أخذنا إحدى قوائم الطعام كمثال الشوربة الساخنه بالخضار و الخرفان البلدية بالخلطة والفاصوليا بالدجاج والديوك الرومي ومعها الخضروات والبطاطس ، ثم التحلية بالأرز مع اللبن وحلاوه بالقشدة وخُشاف وفواكه وقهوة أما المشروبات فالعصائر والسوبيا وتقدم القهوة للمدعوين كماكان جلالته يوجه الدعوه لجميع الخدم والسائقين والجناينية وكانوا يتناولون ذات الطعام الذي يأكل منه الملك.
و كانت الموائد الرمضانية تقام علي حساب الخاصة الملكيه ( أى حسابه الخاص وليس الدولة) فى طول البلاد طوال مدة شهر الصوم المبارك فقبل أن يحل شهر رمضان بأيام يذهب المحافظون والمديرون والمسئولون الي قصر عابدين ويتسلمون من رئيس الديوان الملكي الاعتمادات الماليه اللازمة لهذه المآدب مع رجاء من جلاله الملك بان يعدوا الفقراء الذين يدعونهم إليها (ضيوف جلالته). وكان يأمر ناظر الخاصة الملكية بتوزيع مبالغ من المال علي العائلات الفقيره وكان يأمر بتوزيع مبالغ أخري من المال علي كل بيت فقير في القاهره وفي الأقاليم
ومن مظاهر الاحتفال برمضان إضاءة قصر عابدين بالأنوار الكثيره و إقامة سرادق بالفناء الداخلي للقصر لجلوس الآلاف الذين يقبلون للاستماع للقرآن من كبار المقرئين و علي رأسهم قارئ القصر الملكي و العبقري الأول لدولة التلاوة الشيخ مصطفي إسماعيل
و في الإسكندريه تطلق21 قذيفه مدفع فى اول ايام رمضان و يتم تسليط الأنوار الكشافه علي قصر رأس التين وبعد الإفطار يبدأ الوزراء والكبراء ورجال الدولة في الوفود علي القصر العامر ليستمعوا للقرآن الكريم وكان يقام سرادق يتسع لخمسة آلاف شخص ويمتلئ كل ليلة بأبناء الشعب من مختلف الطبقات يستمعون إلي الذكر الحكيم وكانت تتوافد السيدات علي السرادق رغبه في الاستماع الي القران ولكن قيل لهن أن التقاليد لا تعرف ذلك، فاكتفين بالجلوس علي الحشائش قريباً من السرادق
و إليكم تلاوة لقارئ القصر الملكي و عبقري دولة التلاوة الأول الشيخ مصطفي إسماعيل من قصر رأس التين العامر عام 1948 و يقدم للتلاوة مقدم الحفل القرآني قائلا : هنا قصر الملك . أيها السادة السلام عليكم و رحمة الله و بركاته . هذه ليلة جديدة مباركة من ليالي شهر رمضان المبارك هي ليلة الثامن و العشرين من هذا الشهر الكريم الذي أنزل الله فيه علي رسوله محمد عليه الصلاة و السلام كتابه العزيز و قرآنه معجزة النبي الأمي . هنا في قصر رأس التين العامر و عند الفاروق الحبيب و شعبه الوفي تردد آيات القرأن الكريم و تتلي الأحاديث الدينية طوال الليالي الطيبة المباركة . تفتح أبواب القصر الملكي العامر للشعب بجميع طبقاته يستضيفهم الملك و يفدون هنا من كل صوب و مكان و يأخذون أماكنهم يشربون المرطبات . و بعد لحظات أيها السادة سيصل صوت المقرئ يردد عليهم ما تيسر من آيات الذكر الحكيم . و المقرئ الليلة ( الشيخ مصطفي إسماعيل ) و سيتلو علينا سورة التحريم و سورة الحاقة و سيبدأ بقوله تعالي ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ . قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )
أيها السادة ( الشيخ مصطفي إسماعيل )

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

اصحى يا نايم وحد الدايم.. وقول نويت بكرة إن حييت.. الشهر صايم والفجر قايم ورمضان كريم..